أكد فاروق القدومي رئيس الدائرة السياسية في "منظمة التحرير الفلسطينية" والقيادي العتيق في حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، تورُّط محمود عباس رئيس السلطة منتهي الولاية، وقائد التيار الخياني الهارب محمد دحلان في اغتيال الرئيس ياسر عرفات وقيادات في "حماس"؛ على رأسهم عبد العزيز الرنتيسي.
ووصف القدومي في حديثٍ له مع صحفيين في العاصمة الأردنية عمَّان السبت (11-7) عباسَ بـ"المنشق عن (فتح)"، و"المستبد بتصرُّفاته الانفرادية؛ سعيًا إلى اقتناص الألقاب والاستيلاء على السلطة".
وكشف عن أن "هناك محضر اجتماع فلسطينيٍّ - "إسرائيليٍّ" - أمريكيٍّ خطَّط لقتل الرئيس ياسر عرفات مسمومًا، واغتيال قادة في حركة (حماس)"، مشددًا على أن هذا المحضر يؤكد "تورُّط محمود عباس، والمسؤول الأمني السابق النائب محمد دحلان".
وقال القدومي إن "محضر الاجتماع الذي جمع عباس ودحلان ورئيس الوزراء "الإسرائيلي" السابق أرئيل شارون ووزير جيشه شاؤول موفاز بحضور وفدٍ أمريكيٍّ برئاسة "وليم بيرنز"، في مطلع آذار (مارس) 2004؛ يعتبر دليل اتهام قاطعًا للمشاركين فيه بالتخطيط لتسميم عرفات، واغتيال القيادي في حركة "حماس" عبد العزيز الرنتيسي وتصفية آخرين".
وأضاف أن "الاجتماع خطط لتصفية عددٍ من قادة حركة "حماس"، مثل إسماعيل هنية، ومحمود الزهار، وعددٍ من قادة "الجهاد الإسلامي"؛ في مقدمتهم عبد الله الشامي، ومحمد الهندي، ونافذ عزام"، مشيرًا بقوله: "لقد أرسل الرئيس الراحل عرفات محضر الاجتماع إليَّ، فنصحته بالخروج فورًا من الأراضي المحتلة؛ لأن شارون لا يمزح على الإطلاق بشأن التخطيط لقتله، ولكنه فضَّل المواجهة وتحدِّيَ تهديداته".
وأرجع القدومي هدفه من وراء الإعلان عن محضر الاجتماع الآن إلى "تحذير الفصائل الوطنية مما يُحاك ضدها؛ وذلك بعد التأكد من مضمون ما ورد فيه، ومحاولة إجراء عملية فرز داخل حركة "فتح" بعدما ضمَّت صفوفها أشخاصًا لا يتمتعون بالشروط والصفات الكاملة لعضوية الحركة"، واصفًا إياهم "بالدخلاء الهادفين إلى اختراق (فتح)".
وأكد شارون -حسب المحضر- في بداية الاجتماع أهمية "قتل القادة العسكريين والسياسيين لـ"حماس" و"الجهاد الإسلامي" و"كتائب الأقصى" و"الجبهة الشعبية"؛ لخلق حالة من الفوضى في صفوفها تمكن عباس ودحلان من الانقضاض عليها... إلا أن محمود عباس أكد فشل تلك الخطة دون التمكن من القضاء عليها عن طريق مواجهتها"، فأعلن دحلان عن مخططٍ جاهزٍ جرى تزويد الجانب الأمريكي بنسخةٍ مكتوبةٍ منه؛ يقوم على إحلال فترة هدوء في البداية؛ للتمكن من استكمال السيطرة على كل الأجهزة الأمنية والمؤسَّسات".
وشدد شارون في حينه على طلبه "قتل عرفات مسمومًا وعدم إبعاده إلا إذا توفرت ضمانات وضعه في الإقامة الجبرية من الدولة المُبعَد إليها، لكن عباس طلب تمرير كل شيء من خلال عرفات إلى حين السيطرة على الأرض والمؤسَّسات وحركة "فتح" و"كتائب الأقصى".. وفي مرحلة الاصطدام مع التنظيمات الفلسطينية وتصفية قادتها وكوادرها فإن هذه الأمور سيتحمَّل تبعاتها عرفات".
وخاطب دحلان -حسب المحضر الذي كشفه القدومي- شارونَ بقوله: "لقد جرى وضع أخطر الأشخاص من "حماس" و"الجهاد" و"كتائب الأقصى" تحت المراقبة بحيث لو طلبتم مني أخطر خمسة أشخاص حددت لكم أماكنهم بدقة، إلى جانب اختراق صفوف التنظيمات الفلسطينية بقوة حتى نتمكن في المراحل القادمة من تفكيكها وتصفيتها".
غير أن شارون طلب مجددًا تصفية قادة "حماس" من خلال افتعال أزمة في البداية للتمكن من قتل القادة العسكريين والسياسيين وتمهيد الطريق للسيطرة على الأرض، بينما أيَّد الوفد الأمريكي خطة دحلان بترك فترة هدوء من أجل السيطرة الكاملة، وقال مخاطبًا شارون: "عليكم الانسحاب من بعض المناطق لتتولى الشرطة الفلسطينية مسؤولية الأمن فيها؛ فإن حدثت أية عملية عدتم واحتللتم تلك النقطة بقسوة حتى يشعر الناس أن المقاومين كارثة عليهم، وأنهم الذين يجبرون الجيش "الإسرائيلي" على العودة من المناطق التي خرج منها".
وأشار المحضر إلى تأكيد دحلان أهمية "السيطرة على المؤسَّسات، فضلاً عن القوة الأمنية المشتركة من الأمن الوقائي والشرطة بقيادة العقيد حمدي الريفي... أما بالنسبة لـ"كتائب الأقصى" فستصبح كالكتاب المفتوح، ووضع خطة لتعيين قائد واحد يصفِّي كل من يعيقنا".